25 - ديسمبر - 2025

   

رئيس مجلس إدارة جمعية المحاسبين القانونيين لـ الراية :
د.هاشم السيد : قطر تتبوأ مكانة مرموقة في الصيرفة الإسلامية

الدوحة - عاطف الجبالي:

قَالَ الدكتور هاشـم السيد، رئيس جمعية المُحاسبين القانونيين القطرية: إن البنوك الإسلامية القطرية تُعد ضمن أكبر المصارف الإسلامية في العالم، حيث تعتبر دولة قطر خامس أكبر سوق للتمويل الإسلامي، وتُصنف ضمن أبرز الدول في قطاع الصيرفة الإسلاميّة على مستوى العالم.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ الراية الاقتصادية : إن الصيرفة الإسلامية تحقق معدلات نمو مرتفعة مدعومة بالعديد من العوامل، أهمها قوة الاقتصاد القطري الذي يثبت يومًا بعد يوم مدى مرونته وقدرته على مواجهة التحديات والتقلبات الاقتصادية والمالية التي يتعرض لها العالم، هذا فضلًا عن البيئة التشريعية والتنظيمية التي يتميّز بها قطاع البنوك بصفة عامة، وقطاع التمويل الإسلامي بصفة خاصة.

وأشادَ د. هاشـم السيد بالتوجه نحو تطوير هذا القطاع الهام وتعزيز دوره ليسهم في النهوض بالاقتصاد المحلي ويواكب التطورات التكنولوجية المالية الحديثة ويعتلي صدارة المنافسة في الأسواق العالميّة.

وأكد أن دولة قطر سباقة في الاهتمام بالمصارف الإسلامية وتشجيعها على طرح منتجات وخدمات مالية إسلامية تتواءم مع التحول الرقْمي الذي تشهده الدولة، وتستفيد من الفرص الواعدة التي توفرها مشاريع البنى التحتية الكبرى التي يتم تنفيذها في إطار رؤية قطر الوطنية 2030، لتكون بذلك شريكًا فاعلا في التنمية الشاملة والمُستدامة.

وأوضحَ رئيس جمعية المحاسبين القانونيين القطرية أن قطاع الصيرفة الإسلامية شهد ميلاد كِيانين كبيرين، هما بنك دخان من خلال اندماج بنك بروة وبنك قطر الدولي، وكذلك بنك الريان من خلال اندماج مصرف الريان وبنك الخليج التجاري «الخليجي»، مبينًا أنه قد نتج عن هذين الاندماجين وجود مؤسستين مصرفيتين متوافقتين مع أحكام الشريعة الإسلامية، لديهما من السيولة والملاءة المالية ما يمكّنهما من تمويل المشروعات التنموية والمساهمة بقوة في الاقتصاد الوطني.

وأضاف: إن هاتين المؤسستين ساهمتا في زيادة مستوى المنافسة بين البنوك القطرية، الأمر الذي انعكس على القطاع المصرفي والعملاء وتقديم أفضل الخِدمات المصرفية وطرح أحدث المنتجات المالية بأسعار تنافسية.

وأشارَ د. هاشم السيد إلى أن القطاع المصرفي في دولة قطر يضم أربعة مصارف إسلامية تعمل من خلال شبكة فروع داخلية وخارجية بلغت أكثر من 60 فرعًا، وتستحوذ هذه المصارف الإسلامية على أكثر من ربع الحصة السوقية للقطاع المصرفي في دولة قطر، كما أن ثلاثة من هذه المصارف تصنف ضمن أكبر عشرة مصارف إسلامية في العالم من حيث الأصول، فأصبح مصرف قطر الإسلامي في العام 2024 سادس أكبر مصرف إسلامي، واحتل بنك الريان المرتبة السابعة، وبنك دخان المرتبة العاشرة عالميًا.

وقال: مع نهاية عام 2024 استطاع قطاع الصيرفة الإسلامية في قطر أن يتبوأ مكانة متقدمة على المستوى العربي، حيث حصد المركز الرابع على مستوى البنوك الإسلامية العربية. وارتفعت أصول التمويل الإسلامي في دولة قطر بمعدل 4.1% على أساس سنوي لتصل إلى مستوى 683 مليار ريال (187.6 مليار دولار تقريبًا)، وقد استحوذت البنوك الإسلامية على حصة تبلغ 87.4% من هذه الأصول. وحققت أصول البنوك الإسلامية في 2024 نموًا بنسبة 3.9% فبلغت 585.5 مليار ريال، وقد حققت الإيرادات نموًا بمعدّل 12.6% وبلغت 29.5 مليار ريال، وبلغت أرباحها 8.7 مليار ريال بنسبة نمو 6%.

وأضافَ د. هاشم السيد: خلال الربع الأول من العام الجاري 2025 حقق الاقتصاد القطري نموًا حقيقيًا «بالأسعار الثابتة» بلغت نسبته 3.7 بالمئة على أساس سنوي قياسًا مع الفترة ذاتها من العام الماضي. وهذا يؤكد صحة المسار التنموي الذي تسلكه الدولة نحو تحقيق النمو المُستدام الذي يتوجه بوتيرة ثابتة نحو التنويع الاقتصادي وزيادة مُساهمة القطاع الخاص في عملية التنمية وَفق استراتيجية التنمية الوطنيّة الثالثة.

طلب قوي على منتجات المصارف الإسلامية

قَالَ الدكتور هاشم السيد: إن قطاع البنوك والخِدمات المالية حقق أداءً قويًا خلال الربع الأوّل من العام الجاري، حيث بلغت أرباحه الإجمالية 7.63 مليار ريال، مُقارنة مع 7.55 مليار ريال خلال نفس الفترة من العام 2024، بنمو 1.1%، كما استحوذ القطاع على نسبة 57.7% من إجمالي قيمة أرباح شركات البورصة، مؤكدًا أن قطاع الصيرفة الإسلامية كان عند مستوى الحدث، مستفيدًا من الزخْم الاقتصادي الذي تشهده دولة قطر، وانعكس ذلك على أداء البنوك الإسلامية ونتائجها.

وأشارَ إلى أن مصرف قطر الإسلامي «المصرف» حقق أرباحًا صافية عائدة إلى المساهمين في المصرف بقيمة 985 مليون ريال قطري، بنسبة نمو 3.1% مقارنة بالربع الأول من عام 2024، وحقق الدولي الإسلامي صافي ربح بلغ 356,4 مليون ريال، مقابل 335,2 مليون ريال في نهاية الربع الأول من عام 2024، أي بنسبة نمو بلغت 6.3%. كما سجل بنك دخان صافي أرباح بلغ 437 مليون ريال قطري، بنسبة نمو 3٪ مقارنة بنفس الفترة من العام 2024. وبلغت الأرباح الصافية لصالح المساهمين لبنك الريان 408 ملايين ريال قطري.

وقال د. هاشم السيد: إن الطلب الطبير على منتجات قطاع المصارف الإسلامية، يؤكد أن دولة قطر قد استطاعت أن ترسخَ مكانتها كمركز للصناعة المالية الإسلامية على مستوى العالم. وتعكس الأرقام أيضًا مدى الاهتمام بهذا القطاع، وما تملكه قطر من قوة اقتصادية ومقوّمات بشرية وتكنولوجية ومادية تؤهلها لتكون من أكبر أقطاب الصيرفة الإسلامية على المُستوى العالمي.

+974 4450 2111
info@alsayrfah.com