من الصرافة إلى العالمية.. عبدالله الراجحي يروي أسرار نجاح أكبر بنك إسلامي في العالم

في ظهور إعلامي نادر، كشف عبدالله بن سليمان الراجحي، رئيس مجلس إدارة مصرف الراجحي، لبرنامج "الدرجة الأولى" على قناة "العربية"، تفاصيل مثيرة عن مسيرته المهنية الطويلة، والتحولات الكبرى التي مر بها أكبر مصرف إسلامي في العالم من حيث الأصول، وكيف أصبح مؤسسة مالية تخدم أكثر من 18.5 مليون عميل حول العالم، بأصول تجاوزت 259 مليار دولار حتى 2024.

بدأت قصة المصرف، كما يرويها الراجحي، من محال صرافة فردية في الرياض عام 1957، قبل أن تتوحد لاحقًا تحت اسم "الراجحي للصرافة والتجارة". ويقول الراجحي إن التحدي الأكبر في البدايات كان إيجاد منتجات مصرفية شرعية تفي باشتراطات البنك المركزي، مشيرًا إلى أن التحول إلى "مصرف الراجحي" جاء في توقيت مثالي عام 1988، حين أدرجت الشركة في السوق السعودية.

الراجحي الذي التحق بالمصرف عام 1979، وتدرج في المناصب حتى شغل منصب الرئيس التنفيذي، ثم رئيس مجلس الإدارة، أكد أن رؤية السعودية 2030 لعبت دورًا حاسمًا في دعم الصيرفة الإسلامية وتمكين القطاع المالي، مشيرًا إلى أن مصرف الراجحي يضطلع بدور ريادي في تمويل المشاريع الكبرى، ودعم رواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حيث ارتفعت محفظة تمويل هذه المشاريع إلى 40 مليار ريال في 2024.

على صعيد التحول الرقمي، أوضح الراجحي أن المصرف استثمر بكثافة في التقنية والابتكار لتحسين تجربة العملاء، مضيفًا أن عام 2024 شهد أكثر من مليار عملية دخول على التطبيقات البنكية، وارتفاعًا بنسبة 22% في عدد العملاء الجدد عبر الجوال، في حين أن 95% من الحسابات المصرفية تُفتح رقميًا، ما يضع المصرف في طليعة التحول الرقمي بالشرق الأوسط.

كما تحدث عن الاستحواذ على شركات تقنية مالية (فنتك)، وتطوير منتجات جديدة تعزز القدرة التنافسية، وتواكب تطورات السوق، مؤكدًا أن الأمن السيبراني أصبح أحد أبرز التحديات التي تواجه القطاع المصرفي في العالم اليوم.

اللقاء تطرق كذلك إلى أبرز الأزمات التي واجهها المصرف، ومنها الأزمة المالية العالمية في 2008، حيث أكد الراجحي أن ضوابط البنك المركزي السعودي ساهمت في تخفيف آثارها بشكل كبير، ولم يتعرض المصرف لأي أضرار مباشرة، بل واصل نموه بثبات.

وفي ختام اللقاء، شدد عبدالله الراجحي على أهمية تعزيز المفاهيم الصحيحة حول الصيرفة الإسلامية، ومواصلة الابتكار لمواكبة احتياجات العملاء المتغيرة، مؤكدًا أن التحدي المستقبلي يكمن في الاستدامة، والتفوق على بنوك رقمية عالمية، وهو ما يسعى إليه مصرف الراجحي بخطط واضحة، واستثمارات ذكية.