29 - ديسمبر - 2025

   

انطلاق فعاليات مؤتمر الدوحة للمال الإسلامي الحادي عشر
إشادة عالمية بنمو التمويل الإسلامي في قطر

الدوحة – أحمد سيد:

أشاد المشاركون في المؤتمر الحادي عشر للمال الإسلامي الذي عقد اليوم في الدوحة بالنمو المتسارع للتمويل الإسلامي في دولة قطر.

وقالوا خلال جلسات المؤتمر أن دولة قطر تتميز ببيئة مالية محفزة للابتكار من خلال بنية تحتية تقنية متطورة وتشريعات منظِّمة للتكنولوجيا والابتكار المالي.

وأكد المشاركون أن التكنولوجيا المالية أحدثت تحوّلًا جذريًا في الخدمات المصرفية الإسلامية، لافتين الى أن الذكاء الاصطناعي يساهم في تعزيز دقة التنبؤات المالية، وتحليل المخاطر، وتخصيص الخدمات المصرفية بطرق أكثر كفاءة.

وقد انطلقت أمس فعاليات المؤتمر تحت شعار "تكامل البلوك تشين والذكاء الاصطناعي ومستقبل التمويل الإسلامي"، بحضور سعادة الشيخ فيصل بن ثاني بن فيصل آل ثاني وزير التجارة والصناعة، وسعادة السيد غانم بن شاهين بن غانم الغانم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، والسيد يوسف محمد الجيدة الرئيس التنفيذي لمركز قطر للمال، والدكتور قطب سانو الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، وسعادة الشيخ عبدالله بن فهد بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس إدارة بنك دخان، وسعادة الشيخ الدكتور خالد بن محمد بن غانم آل ثاني وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، رئيس اللجنة العُليا المنظمة للمؤتمر.

وقال سعادة الشيخ عبدالله بن فهد بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس إدارة مجموعة بنك دخان، أن التكنولوجيا المالية أحدثت تحوّلًا جذريًا في الخدمات المصرفية الإسلامية، وبرز كل من الذكاء الاصطناعي وتقنية البلوك تشين كمحركات رئيسية لهذا التحول، حيث يسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز دقة التنبؤات المالية، وتحليل المخاطر، وتخصيص الخدمات المصرفية بطرق أكثر كفاءة، بينما توفر تقنية البلوك تشين بيئةً شفافةً وآمنةً لاستدامة العمليات، وإدارة العقود الذكية. وبالتالي فإن التكامل بين هاتين التقنيتين يفتح آفاقًا جديدةً أمام المصارف الإسلامية، لتطوير أدوات مبتكرة تعزز من الشمول والاستدامة المالية وتحقق أعلى مستويات الموثوقية والأمان والامتثال الشرعي.

وأضاف: اننا في مجموعة بنك دخان نفخر بأن نكون في طليعة المؤسسات المالية التي تبنّت الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة في التمويل الإسلامي، حيث اعتمدنا هذا التوجه ليكون محور الانطلاقة لهويتنا الجديدة، وقد أثمر التزامنا بهذا النهج عن تحقيق إنجازات غير مسبوقة محليًا وعالميًا ففي العام 2024 استمر البنك في تسجيل نتائج مالية متميزة، حيث سجل أرباحًا قياسية تجاوزت 1.34 مليار ريال ريال، مع تحقيق نمو في الدخل بنسبة 12%، بأصول قاربت 118 مليار ريال.

وقال سعادته: إننا في دولة قطر نفخر بوجود بيئة مالية محفزة للابتكار من خلال بنية تحتية تقنية متطورة وتشريعات منظِّمة للتكنولوجيا والابتكار المالي، ارتسمت في الخطة الاستراتيجية الثالثة للقطاع المالي التي أطلقها مصرف قطر المركزي لتحقيق الريادة في التحول الرقمي في التمويل الإسلامي، وتمكين قطر من إطلاق إمكاناتها الاقتصادية الكامنة انسجامًا مع رؤية قطر الوطنية 2030.

تقنيات الذكاء الاصطناعي

ومن جهته، قال سعادة الشيخ الدكتور خالد بن محمد بن غانم آل ثاني، وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية: أن تسارع تقنيات الذكاء الاصطناعي ودخوله في شتى المجالات الطبية والتعليمية والشرعية والاقتصادية والأدبية وحتى الترفيهية سيجعله واقعا ليصبح جزءاً أصيلاً من الأعمال الفكرية والمهنية والمالية وهو ما سيخلق بيئة جديدة للعمل لم تكن في السابق ولا يمكن تجاوزها.

وأضاف ان هذا الأمر سيحتاج إلى دراسة للتكامل بين الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة الأخرى وهو ما سيتم تدارسه في هذا المؤتمر في إطار الجهود المبذولة لوضع معايير لضبط جودة الذكاء الاصطناعي وآليات التعامل معه ومع أخطائه والمسؤوليات التي تترتب على ذلك علاوة على بحث تحقيق التكامل بين الذكاء الاصطناعي وتقنية سلسلة الكتل "البلوك تشين" من خلال الوقف وكذلك الألعاب الالكترونية ونتطلع إلى التوصيات والبحوث التي ستصدر عن المؤتمر والتي سيستفيد منها الباحثون والمختصون.

ثورة تقنية

وقال الدكتور قطب سانو الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، أن هذا المؤتمر ينعقد في لحظة إنسانية تشهد فيها الإنسانية ثورة تقنية هائلة تعيد رسم مشهد الاقتصاد العالمي وتفرض على المؤسسات المالية بمختلف مشاربها إعادة النظر في أدواتها وهياكلها وهو ما يستدعي مقاربات جديدة ووضع تصورات أكثر مرونة واستجابات أكثر واقعية في ظل التطورات المتعلقة بتقنية سلسلة الكتل "البلوك تشين" والذكاء الاصطناعي.

وأشار الى انه في هذا الإطار يمكن التأكيد على أن التمويل الإسلامي هو نموذج اقتصادي يجمع بين الأصالة والمعاصرة وبين الفاعلية الاقتصادية والمصداقية القيمية ويستند إلى مقاصد سامية ترنو إلى تشكيل منظومة اقتصادية تسعى إلى تنمية المال ورواجه والحفاظ عليه وضمان وضوحه وصولاً إلى تحقيق الرفاه للفرد والأمة والعالم. مشدداً على أن هناك فرصاً كبرى للاستفادة من تقنيات البلوك تشين والذكاء الاصطناعي في تطوير الصناعة المالية الإسلامية.

تطورات متسارعة

ومن جانبه أكد سعادة الأستاذ الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، رئيس اللجنة العُليا المنظمة للمؤتمر إن التطورات التقنية المتسارعة لم تعد مجرد أدوات مساعدة، بل أصبحت قوةً محرِّكةً لإعادة تشكيل المنظومات الاقتصاديّة والماليّة. وفي هذا السياق، يبرز اليوم تكامل البلوك تشين والذكاء الاصطناعي كأحد أهم الاتجاهات المستقبليّة في الصناعة الماليّة التي تفتح آفاقًا جديدة من الحلول الذكية المعتمدة على ما تقدمه تقنية البلوك تشين من بيئة قائمة على الشفافية واللامركزية، وما يمنحه الذكاء الاصطناعي من القدرة على التحليل العميق واتخاذ القرارات بكفاءة عالية ومع توسع هذا التكامل يبرز التساؤل حول طبيعة المشهد الذي سيكون عليه التمويل الإسلامي.

وأوضح أنه في الوقت الذي تضطرب فيه القوانين الوضعية مع كل حدث متجدد وتُسارع لإعادة تموضعها وتحديث وتغيير نصوصها، فإن الشريعة الإسلامية تبقى ثابتةً بأصولها المستندةِ على الوحي الإلهي الذي أنزله من أحاط بكل شيء علمًا، فقد اشتمل هذا الوحيُ العظيمُ على عِلم العليم سبحانه وتعالى ﴿لَّٰكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ ۖ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾. فكلُّ قديمٍ وحادثٍ لم تكن الشريعةُ الإسلاميةُ قاصرةً عن إحاطته.

+974 4450 2111
info@alsayrfah.com