24 - أكتوبر - 2025

   

الصيرفة الاسلامية بين الواقع والمأمول على محيي الدين القره داغي – العراق رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.-

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وبرحمته تتنزل الخيرات والبركات وبتوفيقه تتحقق المقاصد والغايات والصلاة

والسلام على المبعوث رحمة لجميع الكائنات وعلى آله وصحبه ومن تبعه بهدى

أردت أن أتحدث عن الصيرفة الاسلامية بين الواقع و المعمول، وأود ان أبين و اشارك في هاتين النقطتين الواقع والمأمول من خلال خبرتي في هذا المجال طوال أكثر من 45 سنة و أقول بأن الصيرفة الاسلامية بفضل الله تعالى قد خطت خطوات عظيمة بدءً من العام 1945م و أول بنك إسلامي و هو بنك دبي الإسلامي ثم بنك التنمية الإسلامية ثم بقية البنوك الإسلامية في الكويت و كذلك في قطر و في السودان و في الخليج وفي بقية الدول الاسلامية وحتى في الدول غير الاسلامية

تقدمت هذه الصيرفة و أثبتت وجودها بفضل الله تعالى و بخاصة عند الازمة المالية العالمية عام 2008م وتطورت بعض منتجاتها بلا شك لأنني اتذكر أنا كنت مصاحبا لهذه التجربة تقريبا بدأت التجربة بالمرابحة الحقيقية فعلا مع كل ضوابطها ثم إنتقلنا الى الاستصناع ثم الى الاجارة المنتهية بالتمليك بالإضافة إلى المشاركة و المضاربة من خلال الودائع الاستثمارية و نحوها ثم تطورت الى الصكوك و ما أشبه ذلك و ازدادت العقود وبخاصة في مجالات متنوعة

فالواقع من حيث المبدأ واقع جيد لا بأس به ولكنه بصراحه ليس الواقع المأمول لان البنوك الإسلامية توقفت عند إعطاء البدائل فقط ولم تتجه أن تحقق الإقتصاد الإسلامي وقضايا التنمية وأنني أعلم من خلال خبرتي ان البنوك الإسلامية تتعلل بانها تضم عشرات الآلاف من المودعين في كل بنك بل مرات مئات الآلاف وبالتالي أي شيء يمس هذه

الاموال بالخسائر ستكون هناك عواقب وخيمة و أنا أقدر ذلك ولكن هذا لا يعني أن تقف البنوك الإسلامية مكتوفة الأيدي أمام بقيه المنتجات التي تحقق الاقتصاد الاسلامي وبخاصة فلديها مجالات جيدة كان من أعظم المجالات مجال الصكوك الإسلامية ولكنها مع الاسف الشديد أصبحت الصكوك في معظمها إما أنها و هي الأقل لا تمثل بصراحة الضوابط الشرعية او أنها تمثل الضوابط الشرعية الشكلية وأنها مجرد بدائل للسندات

وأنني من أوائل من كتب في الصفوف قبل عام 1988 وقدمتها لمجمع الفقه الاسلامي ان الصكوك الإسلامية التي كنت اتصورها وهذه لا تضر بالبنوك الإسلامية لأن ميزانية الصكوك الإسلامية ممكن ان تكون خارجة عن ميزانية البنوك

الإسلامية فتبقى البنوك الاسلامية تحافظ أشد الحفاظ على الودائع و لا تدخل في المخاطر الا بقدر معقول أما تستطيع أن تتسع الدائرة للصكوك و قد قدمت مشروعا لمجمع الفقه الاسلامي كما قلت في حدود سنة 1988 أي قبل 36 سنة قلت يجب ان تكون الصكوك الاسلامية قد يكون لا مانع أن تكون كبعض الصكوك بدائل ولكن يجب ان تكون الصكوك تتجه نحو التنمية صكوك تتجه لعلاج مشاكل الشباب من خلال ان يتفق عدد من البنوك مع الدولة وتأخذ من الدولة كل بنك من دولة أرضا مجانا او بمبلغ رمزي وتخصم قيمة الأرض من قيمة الشقة وتعمل دراسة لعشرة آلاف شقة مثلا أو مئة ألف شقة في الجزائر أو فيلا وتدرس عليها دراسة ثم بعد ذلك تصدر عليها صكوك و لا مانع من الدولة أن تضمن هذه الصكوك حتى الناس يدخلون عليها ثم بعد ذلك بمجرد ان تتم ولا يحتاج الى تمام اليوم بمجرد ان تبدأ بعض الخطوات الناس يشترون و يقسط عليهم المبلغ بشكل وبالتالي استطعنا لو عملنا الصكوك لبناء الفلل و الشقق في عالمنا الاسلامي انا اعتقد كان الآن في معظم الدول الاسلاميه لدينا عشرات الآلاف من الشقق و الفلل واستطعنا ان نقضي او أن نخفف على اقل تقدير على أزمة السكن التي يعاني منها الشباب وبخاصه الشباب الذين يريدون الزواج، كذلك قلت أيضا للجامعات يمكن ان نعمل صكوك لبناء الجامعات كل بنك في بلده وكذلك ايضا للبنية التحتية وكذلك للمصانع الكبرى كنت طلبت ولازلت أطلب ان تتجه الصكوك في معظمها نحو التنمية وهي قادرة على ذلك و حينئذ فعلا قدمنا فعلا صكوكا تحقق الاقتصاد الاسلامي أما الصكوك اليوم في معظمها كما قلت هي حقيقة لا أقول محرمة في معظمها و لكن بعضها و الله محرم لكنها أيضا لا تمثل الاقتصاد و هي مجرد تكرار نذهب الى عمارة موجودة ونعمل عليها تسهيل كما يقال في المثل :يا أبا زيد كأنك ما غزيت، بالإضافة الى التأثر بالصيغ الغربية في السندات وعملنا فيها بعض الشكليات و هذا ليست في نظري الصكوك الاسلامية أبدا، كذلك اخوتي الكرام المحافظة الاستثمارية أنا طلبت و دعوت الى المحافظة الاستثمارية أن يركز عليها ومميزات المحافظة الاستثمارية او الصناديق الاستثمارية سواء كان لها شخصيه اعتبارية

كالمحافظ أو ليست لها شخصية اعتبارية كالصناديق و سواء كانت عامة او خاصة هذه حقيقة من اعظم الوسائل التي تطور الاقتصاد الاسلامي ومن اعظم الوسائل التي تستطيع البنوك الإسلامية ان تستفيد منها دون ان تتاثر ميزانيتها بما يحدث فيها ناس دخلوا يقبلون الخسائر و يقبلون الأرباح الجيدة و لكن كلما كانت نسبة المخاطر كبيرة المفروض ان تكون نسبه الارباح ايضا جيدة وقد قدمت مشروعات في هذا المجال محفظة استثماريه عقارية، محفظة استثمارية

للاسهم التي تجاز شرعا سواء كانت محلية او دولية وكذلك محافظة استثمارية تجارية ومحافظة استثمارية للمصانع والى آخرها كان بامكاننا أن نوسع هذه الدائرة و لكن مع الأسف الشديد لم نعمل إلا القليل في هذا المجال حتى بالنسبة للبنوك الإسلامية بصراحة انا أقول بعض البنوك الإسلامية اليوم الصراع هنا وحتى في بعض الدول الخليجية وحتى عندنا الصراع اليوم بصراحة هو الصراع على أي شخص يصدر فتوى سهلة وانني حقيقة أقول بالنسبه للبنوك إن بعض البنوك تبحث عن الفتوى السهلة اليوم اصبحت البنوك الإسلامية تنظر الى أعضاء هيئة الرقابة الشرعية من هم أكثر فتوى وأكثر تسهيلا في هذا المجال واني حقيقة وجدت مع نفسي حينما عرضت علي فكرة تصور اي الفكره ؟؟أننا طلب منا كان هناك بنك ربوي عنده سندات ويريد البنك ان يشتري السندات فأنا رفضت رفضا مطلقا قالوا نعمل vsp قلت لابد من شروط المعيار الشرعي أنه لا بد أن لا تصرف حصيلة التورق لشيء محرم المهم ولكنه وجدوا من يصدر الفتوى في ذلك فلذلك اخوتي الكرام انادي واخاطب إخواني اعضاء هيئات الرقابة الشرعيه اقول اتقوا الله سبحانه وتعالى في المصارف الإسلامية كان الشيخ صالح كامل في آخر عمره رحمة الله عليه كان قد قال امام العالم أكثر من مرة يا مشايخ شددوا علينا قال كنت أقول لهم خففوا علينا لكن بعدما رأيت التخفيفات والتسهيلات أرجوكم شددوا علينا وانا اقول اتقوا الله سبحانه وتعالى فاننا جميعا مسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى عن فتاوانا ومسؤولون ايضا عن مستقبل هذه الصيرفة الاسلاميه وانني أعتقد أن ضعف الصيرفة الإسلامية يعود إلى بعض مجالس الإدارات وبعض أعضاء مجالس الإدارات الذين اساسا ليس لديهم إيمان قوي الإقتصاد الإسلامي وقد رأيت بعضهم انه هو يرأس مجلس الإدارة هنا أو عضو في مجلس الإدارة هنا وفي نفس الوقت هو عضو في مجلس الاداره في بنك تقليدي وقد يكون رئيسا هنا وهناك تصور فلذلك اخوتي الكرام أعضاء مجلس الإدارة إذا أنتم تريدون أن تبقوا مع البنوك الربوية هذا قراركم و أنتم تتحملوا المسؤولية و لكن لا تجبروا الهيئات الشرعية ولا تجبروا أحدا على مخالفة الشريعة ولا يكون حرصكم على الفتوى المسهلة إنني اقول هذا من باب الأمانة و إلا ليس لي طمعا في أي بنك بفضل الله سبحانه وتعالى واني قدمت استقالتي بفضل الله تعالى من معظم البنوك إلا البنوك التي تلتزم بما أراه صحيحا

فبارك الله فيكم ورجائي ورجائي أن نبحث عن تطوير البنوك الإسلامية و ليس عن تسهيل الاجراءات العقدية للبنوك

الإسلامية وصلنا في التسهيلات و الترخيصات الى مستوى عالي جدا او إلى مستوى نازل جدا ونحتاج اليوم الى همة لتصحيح هذه المسيرة وتطويرها.

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

محمد الشيزاوي

+974 4450 2111
info@alsayrfah.com