05 - مايو - 2024

شفافية :لماذا توقفت مفاوضات الاندماج بين بنكي صحار ونزوى؟

أعلن بنك صحار وبنك نزوى في بيانين منفصلين الأسبوع الماضي وقف مفاوضات الاندماج بين البنكين؛ دون أن يقدما أي تفاصيل حول أسباب إيقاف المفاوضات، ويطرح الإفصاح المقتضب الذي نشره البنكان على الموقع الإلكتروني لبورصة مسقط العديد من التساؤلات، ليس فقط حول أسباب إيقاف مفاوضات الاندماج ولكن أيضا حول مستوى الإفصاح في بورصة مسقط، وهل يمكننا اعتبار هذا الإفصاح مكتملا ويلبّي تطلعات المساهمين في البنكين والمستثمرين في بورصة مسقط؟، ولعل الكثير من المساهمين والمستثمرين يتساءلون اليوم: أليس من حقهم معرفة أسباب توقف مفاوضات الاندماج؟.

بدأ الحديث عن الاندماج بين البنكين قبل عامين عندما قام بنك صحار بإرسال خطاب إلى بنك نزوى بتاريخ 23 نوفمبر 2021 يبدي فيه رغبته في اندماج البنكين، دون الإشارة إلى نوع هذا الاندماج، وكما نعلم فإن بنك نزوى يعمل وفقا للشريعة الإسلامية في حين يعمل بنك صحار وفقا للنظام التقليدي، غير أنه يمتلك نافذة مصرفية تعمل وفقا للشريعة الإسلامية، واستمرت الإفصاحات من البنكين كليهما حول مقترح الاندماج على مدى الـ 24 شهرا الماضية وكان من أبرزها إفصاح بنك صحار بأنه حصل في 18 يناير 2022 على موافقة مبدئية من البنك المركزي العُماني على طلبه المتعلق بالبدء في إجراءات الفحص النافي للجهالة فيما يتعلق بالاندماج المقترح، كما أفصح البنك في يونيو من عام 2022 أن مقترح الاندماج مع بنك نزوى لا يزال مستمرا؛ معبرا عن أمله في الانتهاء من عمليات الفحص النافي للجهالة في أسرع وقت ممكن، وجاء هذا الإفصاح بعد قيام بنك صحار بمخاطبة بنك أتش أس بي سي عُمان مقدما مقترحا للاندماج بين البنكين، وبالفعل اكتملت صفقة الاندماج بين بنك صحار وبنك أتش أس بي سي عُمان مع منتصف العام الجاري، وظل تساؤل المساهمين والمستثمرين في بورصة مسقط عن مقترح الاندماج مع بنك نزوى مطروحا على مدى الأشهر الماضية، إلى أن أفصح البنكان كلاهما في 30 نوفمبر الماضي بأنهما قررا وقف مفاوضات الاندماج.

هناك العديد من التأثيرات السلبية على المستثمرين والبورصة لاستمرار مفاوضات الاندماج لفترة طويلة؛ لعل أبرزها ارتفاع مستوى التفاؤل لدى المستثمرين عند إعلان مقترح الاندماج، ثم بعد ذلك إصابتهم بما يشبه خيبة الأمل عندما تقرر الشركتان عدم المضي في مقترح الاندماج، وفي نظرنا أنه لابد أن تقوم أي شركة ترغب في الاندماج مع شركة أخرى بدراسة إمكانيات الاندماج من كل الجوانب وكيف يمكن أن يؤدي إلى تعظيم القيمة الاقتصادية للكيان الجديد وما هي إمكانيات نجاح الاندماج، وأعتقد أن الإجابة على هذه التساؤلات ستسهل المفاوضات التي تعقب إفصاح الشركتين عن مقترح الاندماج، كما أنه لابد من وضع برنامج زمني للإجراءات المطلوبة والمدة التي يستغرقها كل إجراء وصولا إلى اكتمال الاندماج، ومن شأن هذا البرنامج مساعدة المستثمرين في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية بشأن شراء السهم أو التخارج منه.

كذلك فإنه من المناسب قيام الجهات المختصة بحث شركات المساهمة العامة المدرجة في بورصة مسقط على تقديم تفاصيل وافية في إفصاحاتها، وهذا من شأنه أن ينعكس إيجابا على القطاع ويساهم في تعزيز الشفافية وغرس الثقة في البورصة والشركات المدرجة فيها وبالتالي تستطيع البورصة أن تجتذب مزيدا من المساهمين ورؤوس الأموال المحلية والأجنبية، وكما يعلم الجميع فإن رؤوس الأموال تتجه إلى الأسواق التي تتميز بارتفاع مستوى الإفصاح والشفافية وتنوّع الخيارات الاستثمارية المتوفرة فيها وبالشكل الذي يؤدي إلى زيادة العوائد التي يحققها المستثمرون.

محمد الشيزاوي

+974 4450 2111
info@alsayrfah.com